وقــــد أراهــــا وســـط أتـرابـهـا

وقــــد أراهــــا وســـط أتـرابـهـا

 

وقــــد أراهــــا وســـط أتـرابـهـا * في الحي ذي البهجةِ والسامر
كــدمــيــةٍ صــــــوّر مــحــرابـهـا * بــمـذهـبٍ فـــي مــرمـرٍ iiمــائـر
أو بـيـضةٍ فـي الـدعص مـكنونةٍ * أو درةٍ شــــيـــفـــت iiتـــــاجــــرٍ
يـشفي غـليل الـنفس لاهٍ iiبـها * حـــوراء تُـصـبـي نــظـر الـنـاظـر
لـلـيست بـسـوداءَ ولا iiبـعـنفصٍ * تـسـارق الـطـرف إلــى iiالـدّاعر
عــبـهـرةُ الــخـلـق بــــلا iiخــيّـةٌ * تــشــوبـهُ بـالـخـلُـق iiالــطـاهـر
عــهــدي بــهــا قـــد iiسـربـلـت * هـيـفـاء مـثـل الـمـهرة iiالـضّـامر
قـد نـهت الـثدي عـلى iiصـدرِها * فــي مـشـرقٍ ذي صـبـحٍ iiنـائِـر
لــو أسـنـدت مـيتاً إلـى iiنـحرها * عــاش ولــم يُـنـقل إلــى iiقـابـر

قَالَتْ سُمَيّة ُ، إذْ رَأتْ

قَالَتْ سُمَيّة ُ، إذْ رَأتْ

 


قَالَتْ سُمَيّة ُ، إذْ رَأتْ
بَرْقاً يَلُوحُ عَلى الجِبَالِ
يَا حَبّذَا وَادِي النُّجَيـ
ـرِ، وحبّذا قيسُ الفعالِ
القائدُ الخيلَ الجيا
دَ ضَوَامِراً مِثْلَ المَغَالي
التّركُ الكسبَ الخبيـ
ـثَ، إذَا تَهَيّأ للقِتَالِ

تَصَابَيتَ أمْ بانَتْ بعَقْلِكَ زَيْنَبُ

تَصَابَيتَ أمْ بانَتْ بعَقْلِكَ زَيْنَبُ

 


تَصَابَيتَ أمْ بانَتْ بعَقْلِكَ زَيْنَبُ،
وقدْ جعلَ الودُّ الذي كانَ يذهبُ
وشاقتكَ أظغانٌ لزينبَ غدوة ً،
تحَمّلنَ حتى كادَتِ الشمسُ تَغرُبُ
فَلَمّا استَقَلّتْ قلتُ نخلَ ابنِ يامِنٍ
أهُنّ أمِ اللاّتي تُرَبِّتُ يَتْرَبُ
طَرِيقٌ وَجَبّارٌ رِوَاءٌ أُصُولُهُ،
عليهِ أبابيلٌ منَ الطّيرِ تنعبُ
علونَ بأنماطٍ عتاقٍ وعقمهٍ،
جَوَانِبُهَا لَوْنَانِ وَرْدٌ وَمُشْرَبُ
أجَدّوا فَلَمّا خِفْتُ أنْ يَتَفَرّقُوا
فَرِيقَينِ، منهُمْ مُصْعِدٌ وَمُصَوِّبُ
طَلَبْتُهُمُ تَطْوِي بيَ البِيدَ جَسْرَة ٌ،
شويقئة ُ النّابينِ وجناءُ ذعلبُ
مُضَبَّرَة ٌ حَرْفٌ كَأنّ قُتُودَهَا
تَضَمّنَها مِنْ حُمْرِ بَيّانَ أحْقَبُ
فلما ادركتُ الحيّ أتلعَ أنسٌ،
كمَا أتْلَعَتْ تحتَ المكانِسِ رَبْرَبُ
وفي الحيّ من يهوى لقانا ويشتهي،
وآخرُ منْ أبدى العداوة َ مغضبُ
فَما أنْسَ مِلأشْيَاءِ لا أنْسَ قَوْلهَا:
لعلّ النّوى بعد التفرقِ تصقبُ
وَخَدّاً أسِيلاً يَحْدُرُ الدّمعَ فَوْقَهُ
بنانٌ كهدّابِ الدّمقسِ مخضَّبُ
وكأسٍ كَعَينِ الدّيكِ باكَرْتُ حدّها
بفتيانِ صدقٍ والنواقيسُ تضربُ
سلافٍ كأن الزغفرانَ، وعندماً،
يصفَّقُ في ناجودها ثمّ تقطبُ
لها أرجٌ في البيتِ عالٍ كأنما
ألمّ مِنْ تَجْرِ دارِينَ أرْكَبُ
ألا أبلغا عنّي حريثاً رسالة ً،
فإنكَ عنْ قصدِ المحجّة ِ أنكبُ
أتَعْجَبُ أنْ أوْفَيْتِ للجَارِ مَرّة ً،
فنحنُ لعمري اليومَ من ذاكَ نعجبُ
فَقَبْلَكَ مَا أوْفَى الرُّفَادُ لجَارِهِ،
فأنْجاهُ مِمّا كان يَخشَى وَبَرْهَبُ
فأعطاهُ حِلْساً غَيرَ نكْسٍ أرَبَّهُ
لؤاماً بهِ أوفى وقدْ كادَ يذهبُ
تداركهُ في منصلِ الألّ بعدما
مضى غيرَ دأداءٍ وقد كادَ يعطبُ
وَنَحْنُ أُنَاسٌ عُودُنَا عُودُ نَبْعَةٍ
إذا انتسبَ الحيانِ بكرٌ وتغلبُ
لَنَا نَعَمٌ لا يَعْتَرِي الذّمُّ أهْلَهُ،
تعقَّرُ للضيف الغريبِ وتحلبُو
ويعقلُ إنْ نابتْ عليهِ عظيمة ٌ،
إذا ما أناسٌ موسعونَ تغيّبوا
ويمنعهُ يومَ الصّياحِ مصونة ٌ،
سراعٌ إلى الدّاعي تثوبُ وتركبُ
عناجيجُ منْ آلِ الصّريحِ وأعرجٍ
مَغَاوِيرُ فِيهَا لِلأرِيبِ مُعَقَّبُ
وَلَدْنٌ مِنَ الخَطّيّ فِيهِ أسِنّة ٌ،
ذَخائِرُ مِمّا سَنّ أبْزَى وَشرْعَبُ
وبيضٌ كأمثالِ العقيقِ صوارمٌ،
تصانُ ليومِ الدَّوخِ فينا وتخشبُ
وكلُّ دلاصٍ كالأضاة ِ حصينةٍ،
ترى فضلها عنْ ربّها يتذ بذبُ

بَني عَمّنَا لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ بَينَنا

بَني عَمّنَا لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ بَينَنا

 


بَني عَمّنَا لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ بَينَنا
كَردّ رَجيعِ الرّفضِ وَارموا إلى السِّلمِ
وكونوا كما كنّا نكونُ، وحافظوا
علينا كما كنّا نحافظُ عن رهمِ
نِساءِ مَوَالِينَا البَوَاكي، وَأنْتُمُ
مددتمُ بأيدينا حلافَ بني غنمِ
فلا تَكسِرُوا أرْماحَهمْ في صُدورِكُم
فتَغشِمَكمْ، إنّ الرّمَاحَ من الغَشْمِ

أعلقمُ قدْ صيرتني الأمورُ

أعلقمُ قدْ صيرتني الأمورُ

 

أعلقمُ قدْ صيرتني الأمورُ
إلَيْكَ، وَمَا كَانَ لي مَنْكَصُ
كساكمْ علاثة ُ أثوابهُ
وَوَرّثَكُمْ مَجْدَهُ الأحْوَصُ
وَكُلُّ أُنَاسٍ، وَإنْ أَفْحَلوا
إذا عَايَنُوا فَحْلَكُمْ بَصْبَصُوا
وإنْ فحصَ النّاسُ عنْ سيدٍ
فَسَيّدُكُمْ عَنْهُ لا يُفْحَصُ
فهلْ تنكرُ الشّمسُ في ضوئها
أوِ القَمَرُ البَاهِرُ المُبْرِصُ
فَهَبْ لي ذُنُوبي فَدَتْكَ النّفُوسُ
ولا زلتَ تنمي، ولا تنقصُ

أين الملوكُ ومن بالأرض قد عَمَروا

أين الملوكُ ومن بالأرض قد عَمَروا

 


أين الملوكُ ومن بالأرض قد عَمَروا

قد فارقوا ما بَنَوا فيها وما عَمَروا

أين العساكِرُ ما ردَّت وما نَفَعت

وأين ما جَمَعوا فيها وما ادَّخروا

أتاهُمُ أمر رَبِّ العرشِ في عَجَلٍ

لم يُنْجِهِم منه لا مالٌ ولا وَزَرُ

ودع هريرة

ودع هريرة

 

ودع هريرة إن الركب مرتحل
و هل تطيق وداعاً أيها الرجل

غراء فرعاء مصقولٌ عوارضها
تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل

كأن مشيتها من بيت جارتها
مر السحابة لا ريثٌ و لا عجل

تسمع للحلي وسواساً إذا انصرفت
كما استعان بريحٍ عشرقٌ زجل

ليست كمن يكره الجيران طلعتها
و لا تراها لسر الجار تختتل

يكاد يصرعها لولا تشددها
إذا تقوم إلى جاراتها الكسل

إذا تلاعب قرناً ساعةً فترت
و ارتج منها ذنوب المتن و الكفل

صفر الوشاح و ملء الدرع بهكنةٌ
إذا تأتى يكاد الخصر ينخزل

نعم الضجيع غداة الدجن يصرعها
للذة المرء لا جافٍ و لا تفل

هركولةٌ ، فنقٌ ، درمٌ مرافقها
كأن أخمصها بالشوك ينتعل

إذا تقوم يضوع المسك أصورةً
و الزنبق الورد من أردانها شمل

ما روضةٌ من رياض الحزن معشبةٌ
خضراء جاد عليها مسبلٌ هطل

يضاحك الشمس منها كوكبٌ شرقٌ
مؤزرٌ بعميم النبت مكتهل

يوماً بأطيب منها نشر رائحةٍ
و لا بأحسن منها إذ دنا الأصل

علقتها عرضاً و علقت رجلاً
غيري و علق أخرى غيرها الرجل

و علقته فتاة ما يحاولها
و من بني عمها ميت بها وهل

و علقتني أخيرى ما تلائمني
فاجتمع الحب ، حبٌ كله تبل

فكلنا مغرمٌ يهذي بصاحبه
ناءٍ و دانٍ و مخبولٌ و مختبل

صدت هريرة عنا ما تكلمنا
جهلاً بأم خليدٍ حبل من تصل

أ أن رأت رجلاً أعشى أضر به
ريب المنون و دهرٌ مفندٌ خبل

قالت هريرة لما جئت طالبها
ويلي عليك و ويلي منك يا رجل

إما ترينا حفاةً لانعال لنا
إنا كذلك ما نحفى و ننتعل

و قد أخالس رب البيت غفلته
و قد يحاذر مني ثم ما يئل

وقد أقود الصبا يوماً فيتبعني
وقد يصاحبني ذو الشرة الغزل

وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني
شاوٍ مشلٌ شلولٌ شلشلٌ شول

في فتيةٍ كسيوف الهند قد علموا
أن هالكٌ كل من يحفى و ينتعل

نازعتهم قضب الريحان متكئاً
و قهوةً مزةً راووقها خضل

لا يستفيقون منها و هي راهنةٌ
إلا بهات و إن علوا و إن نهلوا

يسعى بها ذو زجاجاتٍ له نطفٌ
مقلصٌ أسفل السربال معتمل

و مستجيبٍ تخال الصنج يسمعه
إذا ترجع فيه القينة الفضل

الساحبات ذيول الريط آونةً
و الرافعات على أعجازها العجل

من كل ذلك يومٌ قد لهوت به
و في التجارب طول اللهو و الغزل

و بلدةٍ مثل ظهر الترس موحشةٍ
للجن بالليل في حافاتها زجل

لا يتنمى لها بالقيظ يركبها
إلا الذين لهم فيها أتوا مهل

جاوزتها بطليحٍ جسرةٍ سرحٍ
في مرفقيها ـ إذا استعرضتها ـ فتل

بل هل ترى عارضاً قد بت أرمقه
كأنما البرق في حافاته شعل

له ردافٌ و جوزٌ مفأمٌ عملٌ
منطقٌ بسجال الماء متصل

لم يلهني اللهو عنه حين أرقبه
و لا اللذاذة في كأس و لا شغل

فقلت للشرب في درنا و قد ثملوا
شيموا و كيف يشيم الشارب الثمل

قالوا نمارٌ ، فبطن الخال جادهما
فالعسجديةٌ فالأبلاء فالرجل

فالسفح يجري فخنزيرٌ فبرقته
حتى تدافع منه الربو فالحبل

حتى تحمل منه الماء تكلفةً
روض القطا فكثيب الغينة السهل

يسقي دياراً لها قد أصبحت غرضاً
زوراً تجانف عنها القود و الرسل

أبلغ يزيد بني شيبان مألكةً
أبا ثبيتٍ أما تنفك تأتكل

ألست منتهياً عن نحت أثلتنا
و لست ضائرها ما أطت الإبل

كناطح صخرةً يوماً ليوهنها
فلم يضرها و أوهن قرنه الوعل

تغري بنا رهط مسعودٍ و إخوته
يوم للقاء فتردي ثم تعتزل

تلحم أبناء ذي الجدين إن غضبوا
أرماحنا ثم تلقاهم و تعتزل

لا تقعدن وقد أكلتها خطباً
تعوذ من شرها يوماً و تبتهل

سائل بني أسدٍ عنا فقد علموا
أن سوف يأتيك من أبنائنا شكل

و اسأل قشيراً و عبد الله كلهم
و اسأل ربيعة عنا كيف نفتعل

إنا نقاتلهم حتى نقتلهم
عند اللقاء و إن جاروا و إن جهلوا

قد كان في آل كهفٍ إن هم احتربوا
و الجاشرية من يسعى و ينتضل

لئن قتلتم عميداً لم يكن صدداً
لنقتلن مثله منكم فنمتثل

لئن منيت بنا عن غب معركةٍ
لا تلفنا عن دماء القوم ننتقل

لا تنتهون و لن ينهى ذوي شططٍ
كالطعن يذهب فيه الزيت و الفتل

حتى يظل عميد القوم مرتفقاً
يدفع بالراح عنه نسوةٌ عجل

أصابه هندوانٌي فأقصده
أو ذابلٌ من رماح الخط معتدل

كلا زعمتم بأنا لا نقاتلكم
إنا لأمثالكم يا قومنا قتل

نحن الفوارس يوم الحنو ضاحيةً
جنبي فطيمة لا ميلٌ و لا عزل

قالوا الطعان فقلنا تلك عادتنا
أو تنزلون فإنا معشرٌ نزل

قد نخضب العير في مكنون فائله
و قد يشيط على أرماحنا البطل

معلقة الأعشي

معلقة الأعشي

 

ودع هريرة إن الركب مرتحل
و هل تطيق وداعاً أيها الرجل
غراء فرعاء مصقولٌ عوارضها
تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل
كأن مشيتها من بيت جارتها
مر السحابة لا ريثٌ و لا عجل
تسمع للحلي وسواساً إذا انصرفت
كما استعان بريحٍ عشرقٌ زجل
ليست كمن يكره الجيران طلعتها
و لا تراها لسر الجار تختتل
يكاد يصرعها لولا تشددها
إذا تقوم إلى جاراتها الكسل
إذا تلاعب قرناً ساعةً فترت
و ارتج منها ذنوب المتن و الكفل
صفر الوشاح و ملء الدرع بهكنةٌ
إذا تأتى يكاد الخصر ينخزل
نعم الضجيع غداة الدجن يصرعه
للذة المرء لا جافٍ و لا تفل
هركولةٌ ، فنقٌ ، درمٌ مرافقها
كأن أخمصها بالشوك ينتعل
إذا تقوم يضوع المسك أصورة ً
و الزنبق الورد من أردانها شمل
ما روضةٌ من رياض الحزن معشبةٌ
خضراء جاد عليها مسبلٌ هطل
يضاحك الشمس منها كوكبٌ شرقٌ
مؤزرٌ بعميم النبت مكتهل
يوماً بأطيب منها نشر رائحةٍ
و لا بأحسن منها إذ دنا الأصل
علقتها عرضاً و علقت رجلاً
غيري و علق أخرى غيرها الرجل
و علقته فتاة ما يحاولها
و من بني عمها ميت بها وهل
و علقتني أخيرى ما تلائمني
فاجتمع الحب ، حبٌ كله تبل
فكلنا مغرمٌ يهذي بصاحبه
ناءٍ و دانٍ و مخبولٌ و مختبل
صدت هريرة عنا ما تكلمنا
جهلاً بأم خليدٍ حبل من تصل
أ أن رأت رجلاً أعشى أضر به
ريب المنون و دهرٌ مفندٌ خبل
قالت هريرة لما جئت طالبها
ويلي عليك و ويلي منك يا رجل
إما ترينا حفاةً لانعال لنا
إنا كذلك ما نحفى و ننتعل
و قد أخالس رب البيت غفلته
و قد يحاذر مني ثم ما يئل
وقد أقود الصبا يوماً فيتبعني
وقد يصاحبني ذو الشرة الغزل
وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني
شاوٍ مشلٌ شلولٌ شلشلٌ شول
في فتيةٍ كسيوف الهند قد علموا
أن هالكٌ كل من يحفى و ينتعل
نازعتهم قضب الريحان متكئاً
و قهوةً مزةً راووقها خضل
لا يستفيقون منها و هي راهنةٌ
إلا بهات و إن علوا و إن نهلوا
يسعى بها ذو زجاجاتٍ له نطفٌ
مقلصٌ أسفل السربال معتمل
و مستجيبٍ تخال الصنج يسمعه
إذا ترجع فيه القينة الفضل
الساحبات ذيول الريط آونةً
و الرافعات على أعجازها العجل
من كل ذلك يومٌ قد لهوت به
و في التجارب طول اللهو و الغزل
و بلدةٍ مثل ظهر الترس موحشةٍ
للجن بالليل في حافاتها زجل
لا يتنمى لها بالقيظ يركبها
إلا الذين لهم فيها أتوا مهل
جاوزتها بطليحٍ جسرةٍ سرحٍ
في مرفقيها ـ إذا استعرضتها ـ فتل
بل هل ترى عارضاً قد بت أرمقه
كأنما البرق في حافاته شعل
له ردافٌ و جوزٌ مفأمٌ عملٌ
منطقٌ بسجال الماء متصل
لم يلهني اللهو عنه حين أرقبه
و لا اللذاذة في كأس و لا شغل
فقلت للشرب في درنا و قد ثملوا
شيموا و كيف يشيم الشارب الثمل
قالوا نمارٌ ، فبطن الخال جادهما
فالعسجديةٌ فالأبلاء فالرجل
فالسفح يجري فخنزيرٌ فبرقته
حتى تدافع منه الربو فالحبل
حتى تحمل منه الماء تكلفةً
روض القطا فكثيب الغينة السهل
يسقي دياراً لها قد أصبحت غرضاً
زوراً تجانف عنها القود و الرسل
أبلغ يزيد بني شيبان مألكةً
أبا ثبيتٍ أما تنفك تأتكل
ألست منتهياً عن نحت أثلتنا
و لست ضائرها ما أطت الإبل
كناطح صخرةً يوماً ليوهنها
فلم يضرها و أوهن قرنه الوعل
تغري بنا رهط مسعودٍ و إخوته
يوم للقاء فتردي ثم تعتزل
تلحم أبناء ذي الجدين إن غضبوا
أرماحنا ثم تلقاهم و تعتزل
لا تقعدن وقد أكلتها خطباً
تعوذ من شرها يوماً و تبتهل
سائل بني أسدٍ عنا فقد علموا
أن سوف يأتيك من أبنائنا شكل
و اسأل قشيراً و عبد الله كلهم
و اسأل ربيعة عنا كيف نفتعل
إنا نقاتلهم حتى نقتلهم
عند اللقاء و إن جاروا و إن جهلوا
قد كان في آل كهفٍ إن هم احتربوا
و الجاشرية من يسعى و ينتضل
لئن قتلتم عميداً لم يكن صدداً
لنقتلن مثله منكم فنمتثل
لئن منيت بنا عن غب معركةٍ
لا تلفنا عن دماء القوم ننتقل
لا تنتهون و لن ينهى ذوي شططٍ
كالطعن يذهب فيه الزيت و الفتل
حتى يظل عميد القوم مرتفقاً
يدفع بالراح عنه نسوةٌ عجل
أصابه هندوانٌي فأقصده
أو ذابلٌ من رماح الخط معتدل
كلا زعمتم بأنا لا نقاتلكم
إنا لأمثالكم يا قومنا قتل
نحن الفوارس يوم الحنو ضاحيةً
جنبي فطيمة لا ميلٌ و لا عزل
قالوا الطعان فقلنا تلك عادتنا
أو تنزلون فإنا معشرٌ نزل
قد نخضب العير في مكنون فائله
و قد يشيط على أرماحنا البطل

ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا

ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا

 


ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا
وعادك ما عاد السليم المسهدا
وما ذاك من عشق النساء وإنما
تناسيت قبل اليوم خلة مهددا
ولكن أرى الدهر الذي هو خاتر
إذا أصلحت كفاي عاد فأفسدا
شباب وشيب وافتقار وثروة
فلله هذا الدهر كيف ترددا
وما زلت أبغي المال مذ أنا يافع
وليدا وكهلا حين شبت وأمردا
وأبتذل للعيس المراقيل تغتلي
مسافة ما بين النجير فصرخدا
فإن تسألي عني فيا رب سائل
حفي عن الأعشى به حيث أصعدا
فأما إذا ما أدلجت فترى لها
رقيبين جديا لا يغيب وفرقدا
وفيها إذا ما هجرت عجرفية
إذا خلت حرباء الظهيرة أصيدا
أجدت برجليها نجاء وراجعت
يداها خنافا لينا غير أحردا
فآليت لا أرثي لها من كلالة
ولا من حفى حتى تزور محمدا
متى ما تناخي عند باب ابن هاشم
تريحي وتلقي من فواضله يدا
نبي يرى ما لا ترون وذكره
أغار لعمري في البلاد وأنجدا
له صدقات ما تغب ونائل
وليس عطاء اليوم مانعه غدا
أجدك لم تسمع وصاة محمد
نبي الإله حين أوصى وأشهدا
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى
ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على ألا تكون كمثله
وأنك لم ترصد لما كان أرصدا
فإياك والميتات لا تأكلنها
ولا تأخذن سهما حديدا لتفصدا
وذا النصب المنصوب لا تنسكنه
ولا تعبد الأوثان والله فاعبدا
وصل على حين العشيات والضحى
ولا تحمد الشيطان والله فاحمدا
ولا السائل المحروم لا تتركنه
لعاقبة ولا الأسير المقيدا
ولا تسخرن من بائس ذي ضرارة
ولا تحسبن المرء يوما مخلدا
ولا تقربن جارة إن سرها
عليك حرام فانكحن أو تأبدا